السودان التحــــديث الإنســــــاني (25 مارس 2024)
لمحة عامة على الوضع
لا يزال عدد النازحين بسبب النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في ازدياد. حيث نزح حوالي 6.5 مليون شخص داخل السودان منذ 15 أبريل، وفقًا للعدد رقم (24) لإصدارة لمحة عن النزوح الأسبوعي في السودان الصادرة عن مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة. فعلى مدى الأسبوعين الماضيين ارتفع عدد النازحين بنحو 107,800 شخص. ويوجد 6.5 مليون نازح في جميع ولايات السودان الثماني عشرة، مع أعلى النسب في ولايات جنوب دارفور (11 في المائة )، ونهر النيل (11 في المائة )، وشرق دارفور10) في المائة(.
وذكرت الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن النازحين نزحوا في الأصل من 12 ولاية. ونزح نحو 55 في المائة منهم من ولاية الخرطوم، تليها ولاية جنوب دارفور (15 في المائة)، وشمال دارفور (9 في المائة)، والجزيرة (8 في المائة)، ووسط دارفور (4 في المائة)، وغرب دارفور (4 في المائة) وفي غيرها من الولايات. بالإضافة إلى ذلك أفادت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن حوالي 1.96 مليون شخص عبروا الحدود. ومن بين أولئك الذين عبروا الحدود وصل حوالي 1.76 مليون شخص إلى دول الجوار منذ 15 أبريل وذلك وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للنازحين داخل وخارج السودان منذ منتصف أبريل 2023 إلى 8.5 مليون.
منذ 15 أبريل، سجل مشروع بيانات أحداث ومواقع النزاعات المسلحة14,790 حالة وفاة جرى الإبلاغ عنها في السودان. ويشمل ذلك ما يقرب من 800 حالة وفاة أوردتها التقارير في المدة من 10 فبراير إلى 8 مارس 2024. وسجلت معظم حوادث العنف في ولاية الخرطوم خلال الشهر الماضي، حيث أفيد عن وقوع أكثر من 157 حدثًا و238 حالة وفاة. وكان أكثر أنواع الأحداث شيوعًا هو المعارك (حيث سجل 140 حدثًا)، تليها أعمال العنف ضد المدنيين - 120 حدثًا. ومقارنة بالأسابيع الأربعة السابقة، سجلمشروع بيانات أحداث ومواقع النزاعات المسلحةانخفاضًا بنسبة 30 في المائة في المعارك وزيادة بنسبة 89 في المائة في العنف ضد المدنيين. ويذكرمشروع بيانات أحداث ومواقع النزاعات المسلحةأن عدد الوفيات المُبلغ عنها في السودان هو تقدير متحفظ بسبب القيود المنهجية للإبلاغ في الوقت الفعلي في سياق النزاع سريع الحركة.
المزيد من الضحايا المدنيين والنزوح في ولاية شمال دارفور
وخلال المدة المشمولة بالتقرير، قُتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، وأصيب 15 آخرون. ونزح أكثر من 250 شخصًا في أجزاء من ولاية شمال دارفور نتيجة الاشتباكات والغارات الجوية في مدينة الفاشر ومدينة كبكابية وقرية الزُرُق في المدة من 15 إلى 19 مارس، وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة. وظلت إتاحة الوصول إلى الغذاء هي أعلى حاجة تم الإبلاغ عنها بين مجتمعات النازحين حتى 21 مارس 2024، تليها المواد غير الغذائية والوصول إلى وسائل العيش، وفقًا للعدد رقم (07) للمحة العامة الشهرية على النزوح التي أعدتها مصفوفة تتبع النزوح. وهناك حوالي 530,000 نازح في ولاية شمال دارفور الذين نزحوا بعد 15 أبريل، وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة تحذر من خطر المجاعة في أجزاء من ولايات غرب دارفور والخرطوم ودارفور الكبرى
بعد 11 شهرًا من النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وصلت الاحتياجات الإنسانية في السودان إلى مستويات عالية جديدة وسوف تتصاعد بشكل حاد خلال البداية المبكرة غير المعتادة لموسم الجدب في مارس حتى سبتمبر 2024، حسبما أفادت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة في تقريرها عن توقعات الأمن الغذائي في السودان للمدة من فبراير إلى سبتمبر 2024. فمن المتوقع أن تنتشر مستويات أزمة انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 3 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) على نطاق واسع. وفي المقابل، من المتوقع أن تتوسع مستويات الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل) بشكل كبير في جميع أنحاء دارفور الكبرى وكردفان الكبرى وولايات الخرطوم والبحر الأحمر وكسلا وأجزاء من جنوب شرق البلاد. ومن المتوقع حدوث مستويات كارثية (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) بين الأسر في أجزاء من ولايتي غرب دارفور والخرطوم وبين السكان النازحين على نطاق أوسع، لا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها في دارفور الكبرى وذلك وفقًا لشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة.
من المرجح أن يتوفى ما يقرب من 230 ألف من الأطفال والأمهات الجدد من الجوع إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة
قالت منظمة إنقاذ الطفولة في 13 مارس إن ما يقرب من 230 ألف من الأطفال والحوامل والأمهات الجدد قد يموتون في الأشهر المقبلة بسبب الجوع ما لم يجر الإفراج عن تمويل عاجل لإنقاذ الحياة للاستجابة للأزمة الهائلة والمتفاقمة في السودان. إذ يعاني أكثر من 2.9 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، ويعاني 729,000 طفل إضافي دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الشديد - وهو أخطر أشكال الجوع الشديد وأكثرها فتكًا، وفقًا للأرقام الجديدة الصادرة عن قطاع التغذية في السودان. ومن بين هؤلاء الأطفال، من المحتمل أن يعاني أكثر من 109,000 طفل من مضاعفات طبية مثل الجفاف وانخفاض حرارة الجسم ونقص السكر في الدم، مما يتطلب رعاية مكثفة ومتخصصة في المستشفى للبقاء على قيد الحياة. ووفقًا لقطاع التغذية، من المحتمل أن يموت حوالي 222,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد وأكثر من 7,000 من الأمهات الجدد في الأشهر المقبلة إذا ظلت احتياجاتهم الغذائية والصحية غير ملباة.
حوالي 24 مليون طفل معرضون لخطر كارثة جيليه بحسب لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل
قالت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل في 18 مارس إن حوالي 24 مليون طفل في السودان معرضون لخطر كارثة جيلية. ومن بين هؤلاء الأطفال هناك 14 مليون في حاجة ماسة إلى الدعم الإنساني، و19 مليون غير ملتحقين بالمدارس، و4 ملايين نازحون، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). وهذا يجعل السودان الآن أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم. ولظروف النقص الحاد المروعة في الغذاء ومياه الشرب النظيفة؛ وجدت اليونيسيف أن 3.7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 730,000 يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد. وأعربت اللجنة عن قلقها العميق إزاء الانتهاكات الواضحة لحقوق الأطفال في الحياة والبقاء والتعليم والنمو بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وحثت اللجنة السودان على أن يتخذ على الفور جميع التدابير العاجلة والضرورية لوضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة والوفاء بالتزاماته بموجب اتفاقية حقوق الطفل.
الإنتاج القومي من الحبوب يقل بنسبة 40 في المائة عن متوسط الخمس سنوات الماضية - منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة
يقدر إنتاج السودان القومي للحبوب في عام 2023، بما في ذلك محاصيل القمح المقرر حصادها في مارس 2024 بنحو 4.1 مليون طن، أي أقل بنسبة 46 في المائة من محصول العام السابق ونحو 40 في المائة أقل من السنوات الخمس السابقة، وفقًا لتقرير محاصيل السودان لعام 2023 لبعثة تقدير إمدادات المحاصيل والأغذية الصادرة حديثًا عن منظمة الأغذية والزراعة. ويعزى الانخفاض الكبير في إجمالي إنتاج الحبوب في عام 2023 إلى تأثير النزاع المستمر على العمليات الزراعية من خلال انعدام الأمن، فضلًا عن محدودية توفر المدخلات الزراعية وارتفاع أسعارها. وقد أثر التوزيع المكاني والزماني غير المنتظم للأمطار الموسمية، مع مراحل الجفاف الطويلة في مناطق الإنتاج الرئيسية في جنوب شرق البلاد، على المحاصيل وساهم في انخفاض إنتاج المحاصيل. وأدى ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية، الناجم عن محدودية توفرها بسبب انخفاض الواردات المرتبطة بالنزاعات وتعطيل تدفقات التجارة الداخلية إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.
تضاعفت أسعار الحبوب في المناطق المتضررة من النزاع أو بلغت ثلاثة أضعاف مستويات يناير 2023 وفقًا لشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة
ارتفعت أسعار الحبوب في الأسواق الرئيسية في أجزاء السودان المتضررة مباشرة من النزاع إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف مقارنة بأسعار العام الماضي، وفقًا لأحدث نشرة لأسعار السودان صادرة عن شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة. وتضاعفت أسعار الذرة الرفيعة في يناير 2024 ثلاث مرات تقريبًا في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، مقارنة بشهر يناير من العام الماضي. وكانت الأسعار في مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، أعلى بحوالي 2.5 مرة، وحوالي الضعف في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، ومدينة نيالا بولاية جنوب دارفور. وارتفعت أسعار الذرة الرفيعة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بنحو 50 في المائة عن العام الماضي. وتضاعفت أسعار القمح ثلاث مرات في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم، وزادت مرتين ونصف في مدينة الأبيض، وتضاعفت في مدن كادوقلي والفاشر. وارتفعت أسعار الدخن بأكثر من الضعف في مدن الأبيض وكادوقلي، وتضاعفت في مدينتي أم درمان والجنينة. وفي مدينة الفاشر ارتفعت أسعار الدخن بنحو 35 في المائة، أما في مدينة نيالا فقد ارتفعت بنسبة 25 في المائة وذلك وفقًا لشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة. والذرة الرفيعة والدخن والقمح هي من أهم السلع الغذائية الأساسية في شمال السودان. وتعتبر الذرة الرفيعة الغذاء الأساسي لمعظم الأسر الفقيرة في مناطق وسط وشرق السودان. وفي الوقت نفسه يعد الدخن الغذاء الرئيسي لمعظم الأسر في ولايات دارفور وبعض أجزاء مناطق كردفان في غرب السودان. ويعد القمح هو الغذاء الرئيسي للولايات الشمالية وذلك وفقًا لشبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة.
أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن انخفاض أعداد حالات الكوليرا المشتبه بها
يستمر عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا في جميع أنحاء البلاد في الانخفاض بسبب التدخلات المكثفة من قبل السلطات الصحية الوطنية ومنظمة الصحة العالمية والشركاء حسبما قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية حنان بلخي خلال زيارتها لبورتسودان. وبلغ عدد حالات الكوليرا المشتبه فيها إلى حوالي 11,000 حالة، بما في ذلك 305 حالات وفاة مرتبطة بها، جرى الإبلاغ عنها من 60 محلية في 11 ولاية حتى 20 مارس 2024، وفقًا لوزارة الصحة الاتحاديةولوحة مراقبة تفشي المرض في السودان التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وهذه زيادة قدرها 164 حالة أو 1.5 في المائة مقارنة بأعداد الحالات في 20 فبراير. وكان الاتجاه العام للحالات المبلغ عنها يسير في مسار تنازلي، مع زيادة أقل بكثير مقارنة بالأشهر السابقة. وفي الوقت نفسه، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، نجحت حملة تطعيم مشتركة ضد الكوليرا في الوصول إلى 4.5 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد. وبالإضافة إلى ذلك دعمت منظمة الصحة العالمية 42 مركزًا لتحقيق الاستقرار في جميع أنحاء السودان في عام 2023 لعلاج الأطفال الذين يعانون من الأعراض الطبية لسوء التغذية الحاد الشديد. وقد أدى ذلك إلى تحقيق معدل علاج بنسبة 90 في المائة بين جميع الأطفال المقبولين، وهو أعلى بكثير من المعيار الدولي البالغ 75 في المائة. وحتى قبل تصاعد الحرب في أبريل 2023، كان السودان يواجه ست حالات تفشٍ متزامنة. وفي سبتمبر 2023، أعلنت البلاد عن تفشي وباء الكوليرا، والذي انتشر في النهاية إلى 12 ولاية. وفي الأشهر القليلة الماضية وحدها، أدت الجهود التي بذلتها منظمة الصحة العالمية إلى انخفاض في عدد حالات الكوليرا وحمى الضنك والملاريا. حيث يعمل أكثر من 500 من ضباط الرصد الذين دربتهم منظمة الصحة العالمية في جميع أنحاء البلاد لضمان الكشف المبكر عن هذه الأمراض وغيرها.
حملة تطعيم ضد ظهور فيروس شلل الأطفال الجديد في ولاية البحر الأحمر
ستطلق وزارة الصحة الاتحادية حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في أبريل 2024 استجابة لظهور جديد لفيروس شلل الأطفال من النمط 2 الذي جرى الإبلاغ عنه في يناير 2024، حسبما به أفادت منظمة الصحة العالمية في 11 مارس. حيث جرى اكتشافه في ستة عينات من مياه المرافق الصحية جرى جمعها في المدة من سبتمبر 2023 إلى يناير 2024 بمحلية بورتسودان بولاية البحر الأحمر. وأكملت وزارة الصحة الاتحادية، بدعم من منظمة الصحة العالمية، التحقيقات الميدانية وتقييم المخاطر لتحديد مدى انتشار الفيروس. وتجري الاستعدادات لحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في أبريل 2024 في ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف ونهر النيل والشمالية والنيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار، مع اتباع نهج مختلف لبقية الولايات حسب ما تسمح به الظروف. ويأتي هذا الاكتشاف الجديد بعد 14 شهرًا من إعلان السودان تفشي فيروس شلل الأطفال المتغير من النمط 2، نتيجة ظهور الفيروس غير المرتبط به، والذي اكتشف لدى طفل يبلغ من العمر 4 سنوات في ولاية غرب دارفور في أكتوبر 2022.
أكثر من 25 في المائة من المستشفيات لا تعمل – منظمة الصحة العالمية
قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، حنان بلخي، خلال زيارتها إلى بورتسودان، إن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية أثناء الحرب أدت إلى توقف أكثر من 25 في المائة من جميع المستشفيات عن العمل، ويحتل المقاتلون المعمل القومي الرئيسي في الخرطوم. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن 15 مليون شخص يفتقرون إلى الرعاية الصحية، وأن ما بين 70 إلى 80 في المائة من المرافق الصحية لا تعمل بسبب النزاع الحالي. وفي بورتسودان، تستقبل المرافق الصحية ما بين ضعفين وأربعة أضعاف عدد المرضى الذين اعتادوا على إدارتهم. وعلى الرغم من التحديات المختلفة، دعمت منظمة الصحة العالمية وشركاء القطاع الصحي تطعيم 4.5 مليون شخص ضد الكوليرا خلال الأشهر القليلة الماضية.
محطة المياه التي تدعمها اليونيسيف في أم درمان توفر المياه لفائدة 300,000 شخص
أفاد فريق تابع لليونيسيف الذي زار أم درمان في أوائل مارس أن محطة المنارة لمعالجة المياه التي تدعمها اليونيسيف، وهي المحطة الوحيدة العاملة من بين 13 محطة في منطقة الخرطوم، توفر المياه الصالحة للشرب لنحو 300,000 شخص في أم درمان. وحذر فريق اليونيسيف من أن القتال قد ألحق أضرارًا بالمحطة، وهي تعمل بسعة 75 في المائة فقط، ولكنها ستتوقف عن العمل في غضون أسبوعين ما لم يجر توفير المزيد من الكلور لمعالجة المياه لهؤلاء السكان. وقال الفريق إن الجوع منتشر في ولاية الخرطوم ويمثل حاجة وقلق كبيرين للناس. وعلى الرغم من توفر المواد الغذائية في السوق، إلا أن معظم الأسر لا تستطيع تحمل تكاليفها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى استمرار انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية مما يمنع الأسر من تلقي الأموال النقدية عبر الهاتف المحمول التي هي في أمس الحاجة إليها. ويتزايد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد. ومن المتوقع أن يعاني ما يقرب من 3.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام في السودان، بما في ذلك 730 ألف طفل يحتاجون إلى علاج منقذ للحياة وفقًا لليونيسيف.
الاستجابة الإنسانية
على الرغم من التحديات التي تواجه العمليات الإنسانية، يواصل العاملون في المجال الإنساني تقديم المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات للأشخاص الأكثر عرضة للخطر في جميع أنحاء البلاد. فمنذ 1 يناير 2024 وصل 77 شريكًا في المجال الإنساني إلى أكثر من 2.3 مليون شخص في جميع أنحاء السودان بمساعدات منقذة للحياة، وفقًا للوحة الاستجابة الإنسانية في السودان لشهر فبراير 2024. ويشمل ذلك ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص تلقوا الإمدادات الغذائية وحوالي 757,000 شخص جرى الوصول إليهم بخدمات المياه والمرافق الصحية والنظافة. وبالإضافة إلى ذلك استفاد حوالي 389 ألف شخص من الرعاية الصحية، وحصل حوالي 154 ألف شخص على مآوي الطوارئ وإمدادات غير غذائية.
في المدة من 1 يناير إلى 29 فبراير 2024 قدم 12 شريكًا من شركاء قطاع الصحة حوالي 388,048 استشارة للمرضى الخارجيين في 12 ولاية، وتلقى حوالي 275,300 شخص في 10 ولايات الأدوية، حسبما أفاد به قطاع الصحة في السودان. وبالإضافة إلى ذلك، قدم إسناد قوامه 16 عيادة متنقلة وسبع سيارات إسعاف في ولايات النيل الأزرق وشرق دارفور والقضارف وكسلا وشمال دارفور وسنار وجنوب دارفور وجنوب كردفان وغرب دارفور. وقدمت المساعدات فيما يقرب من 7,100 عملية ولادة، بما في ذلك دعم 166 عملية قيصرية، تلتها 9,300 جلسة رعاية ما بعد الولادة.
وأتاح شركاء قطاع المياه والمرافق الصحية والنظافة الصحية لحوالي 26,000 شخص الحصول على المياه، وخدمات المرافق الصحية لحوالي 78,000 شخص، وتدخلات النظافة لحوالي 643,000 شخص حتى نهاية فبراير 2024، حسبما أفاد به قطاع المياه والمرافق الصحية والنظافة العامة في 24 مارس. كما دفع النزاع وتفشي الكوليرا/الإسهال المائي الحاد الشركاء إلى منح الأولوية لأنشطة النظافة والمرافق الصحية، مثل غسل اليدين وتطهير المراحيض، بالإضافة إلى الأنشطة المتعلقة بالمياه، لا سيما نقل المياه بالشاحنات ومعالجة مياه الشرب. وتحسنت تقارير الشركاء في خطة الاستجابة الإنسانية تدريجيًا، وبدأ القطاع في قبول التقارير من الشركاء غير المشاركين في خطة الاستجابة الإنسانية.
إتاحة الوصول الإنساني
وفي مذكرة بيضاء قُدِّمت إلى مجلس الأمن هذا الشهر، أوصت الأمم المتحدة باتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة أزمة انعدام الأمن الغذائي المتصاعدة في السودان.
وتشمل هذه التدابير ما يلي:
ضمان احترام الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حظر استخدام التجويع بوصفه وسيلة من وسائل الحرب علاوة على توفير الحماية للسلع الحيوية والبنية التحتية والخدمات اللازمة للنظم الغذائية والإنتاج.
ضمان التزام الطرفين بالحوار الإنساني المستدام لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس وعبر الحدود.
زيادة التمويل للعمليات الإنسانية علاوة على
الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار والتوصل إلى حل سلمي للنزاع.
وقالت مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إِديم وسورنو، في كلمتها أمام مجلس الأمن في 20 مارس 2022:
"في مثل هذه الحالة، يجب أن يكون تقديم المساعدات الإنسانية بمثابة شريان حياة لملايين الأشخاص الذين فقدوا كل شيء تقريبًا بسبب النزاع. اسمحوا لي أن أركز على قدرة العاملين في المجال الإنساني على الوصول إلى الأشخاص المحتاجين في هذا الوقت.
ومن المؤسف أن قدرتنا على الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، ولا سيما في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة، لا تزال تواجه عوائق شديدة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اعتمدتم قرارًا يدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق إلى السودان. ومنذ ذلك الحين، يؤسفني أن أبلغكم بأنه لم يحرز تقدم يذكر على أرض الواقع.
وبعد إلغاء موافقتهم على العملية العابرة للحدود من تشاد، نرحب بإعلان السلطات السودانية طرقًا بديلة في 5 مارس، بما في ذلك إتاحة الوصول المؤقت عبر معبر الطينة. إلا أن إجراءات استخدام هذا المعبر لم يجر تفصيلها أو وضعها موضع التنفيذ بعد.
وفي 14 مارس، أبلغتنا السلطات السودانية بقرارها السماح بدخول 60 شاحنة عبر مدينة أدري في تشاد إلى ولاية غرب دارفور. ويجري إعداد قافلة من الشاحنات المحملة بالمساعدات، بما في ذلك المواد الغذائية لأكثر من 175,000 شخص، ومن المقرر أن يجري نشرها في اليومين أو الثلاثة أيام القادمة.
وهذه خطوات إيجابية ولكنها ليست كافية في مواجهة المجاعة التي تلوح في الأفق.
وكحد أدنى، يجب تشغيل نقاط الدخول المحددة في أقرب وقت ممكن وإبقائها مفتوحة طالما دعت الحاجة إلى ذلك - فالترتيبات لمرة واحدة غير كافية.
ونحتاج أيضًا إلى موافقات فورية لتسهيل حركة الإمدادات عبر خط الإمداد من بورتسودان. حيث لم نتمكن من عبور خطوط النزاع إلى أجزاء من الخرطوم منذ أكتوبر 2023 بسبب انعدام الأمن وعدم الحصول على الموافقات في الوقت المناسب.
وأخيرا، يجب على الأطراف أن تحمي العاملين في المجال الإنساني علاوة على الإمدادات الإنسانية. وهذا أمر بالغ الأهمية لقدرتنا على تقديم المساعدات المنقذة للحياة ومعالجة أزمة الجوع المتصاعدة هذه."
لمحة عامة على التمويل الإنساني
تتطلب خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2024توفير 2.7 مليار دولار لتوفير مساعدات متعددة القطاعات منقذة للحياة والحماية لفائدة 14.7 مليون شخص في جميع أنحاء السودان في عام 2024. وحتى 25 مارس 2024 جرى تمويل النداء بنسبة 5 في المائة، بمبلغ 135.7 مليون دولار أمريكي، بحسب خدمة التتبع المالي.
وخصص صندوق السودان الإنساني والصندوق المركزي للطوارئ 66.5مليون دولارخلال الأشهر الماضية لمعالجة الأزمة الغذائية في السودان والتي تستهدف ولايات دارفور وكردفان والخرطوم. وفي أوائل يناير طلبت منسقة الشؤون الإنسانية كليمنتاين نكويتا سلامي تخصيص موارد للاستجابة السريعة لمعالجة أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق. وقد جرى تقسيم مبلغ الـ 15 مليون دولار الذي خصصه الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ بين برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف لدعم شراء وتوزيع المواد الغذائية والتغذوية. وبعد ذلك ومن خلال المشاورات على مستوى المناطق، قام صندوق السودان الإنساني ببرمجة 31.5 مليون دولار بشكل رئيسي لدعم التغذية والصحة والزراعة، مع استكمال التدخلات النقدية والمياه والمرافق الصحية والنظافة الصحية. ويتواصل صندوق السودان الإنساني مع الوكالات ذات الصلة والشركاء المنفذين لضمان التكامل وتحقيق أقصى قدر من الكفاءة بين تدخلات الصندوق المركزي للاستجابة الطوارئ وتدخلات صندوق السودان الإنساني.
وفي مارس أعقب هذين التخصصين مخصصات للأزمات ناقصة التمويل قدرها 20 مليون دولار من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ، مما وفر التمويل لاستكمال الاستجابة لأزمة الغذاء من خلال التدخلات في مجالات الصحة والمياه والمرافق الصحية والنظافة والمواد غير الغذائية والزراعة، في حين استهدفت ربع الأموال المخصصة تدخلات الحماية. وقد بدأ تنفيذ مخصصات الاستجابة السريعة للصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ، في حين ستبدأ التدخلات المتعلقة بالمخصصات الأخرى اعتبارًا من منتصف أبريل فصاعدًا. ومن خلال هذه التحركات، ضخت الأموال المجمعة مبلغًا كبيرًا في الاستجابة الغذائية في بداية موسم الجدب، والذي يستمر عادةً من مايو إلى سبتمبر.