Sudan

تقرير عن الوضع
خاصية
Aisha, a Food Hero in Sudan - FAO

الاحتفال بيوم الغذاء العالمي وأبطال الغذاء في خضم جائحة فيروس كورونا

عائشة محمد شريف التي تبلغ من العمر 50 عامًا تعيش في قرية هدل أويب بمحلية أوليب، حوالي 45 كم شمال غرب بورتسودان بولاية البحر الأحمر. قامت عائشة بزراعة الخضراوات في حديقتها المنزلية وقطعة أرض مساحتها فدان (حوالي 0.42 هكتار) في حيها بينما كان السودان يمر بجائحة فيروس كورونا المستجد في وقت سابق من هذا العام.

وأثر إغلاق فيروس كورونا المستجد بما في ذلك إغلاق الأسواق وتقييد الحركة على أسرتها لكنها تمكنت من زراعة الخضروات مثل البامية وتمكنت من الاحتفاظ بالمحاصيل الفائضة عن طريق تجفيفها. وسمح لها ذلك بإطعام أسرتها ومشاركة فائض الخضر المنتجة في مايو ويونيو مع جيرانها الذين تأثروا أيضًا بإجراءات احتواء فيروس كورونا. وإلى جانب زراعة البامية والبقوليات والخضروات الأخرى قامت أيضًا بزراعة البرسيم لإطعام الماعز التي تزود أسرتها بالحليب.

ولذا فعائشة هي واحدة من أبطال الطعام الذين يجرى الاحتفال بهم هذا العام إبان يوم الغذاء العالمي في 16 أكتوبر. وأبطال الطعام هم مزارعون وعمال في جميع أنحاء نظام الغذاء يتأكدون من أن الطعام يشق طريقه من المزرعة إلى المائدة على الرغم من الأوقات الصعبة.

ويصادف يوم الغذاء العالمي 2020 هذا العام الذكرى 75 لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة تحت شعار: "النمو والتغذية والحفاظ على الصحة. ومعًا. فإن ما نعمله هو مستقبلنا".

وبينما يتعامل السودان مع آثار جائحة فيروس كورونا المستجد والفيضانات، كانت هناك حاجة إلى نهج مختلف هذا العام للاحتفال بيوم الغذاء العالمي. في كل عام كان هناك مهرجان كبير ولكن بسبب إجراءات فيروس كورونا المستجد لم يجر عقد أي تجمعات عامة هذا العام. فجرى تنظيم الحدث عبر قنوات اتصال أخرى في جميع أنحاء البلاد. ودعت منظمة الفاو بالسودان الشركاء إلى بناء أنظمة غذائية مرنة وقوية ودعم الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر لمساعدتهم على التعافي من تأثير فيروس كورونا المستجد والفيضانات.

ويوفر يوم الغذاء العالمي هذا فرصة لشكر أبطال الطعام لدينا الذين بغض النظر عن الظروف يقدمون الطعام لمجتمعاتهم والآخرين. في الأيام الأولى من هذا الوباء عندما كانت الأرفف فارغة واختفى جامعو الفاكهة صمتت الأسواق وأدرك الناس في السودان والعالم كيف كان الجميع يستفيد من هذه الخدمات والأشخاص الذين يقدمونها على أنهم أمر مفروغ منه.

هناك العديد من المواقف التي يؤدي فيها النزاع وعدم الاستقرار، والآن فيروس كورونا المستجد، إلى مزيد من الجوع الخطير وعدم استتباب الأمن الغذائي الحاد. كما أن آثار الفيضانات المقترنة بمختلف الصدمات والتهديدات ومنها الجراد الصحراوي التي تواجه سكان السودان خلفت العديد من مكامن التعرض للمخاطر وعدم استتباب الأمن الغذائي. ومن دون مساعدات عاجلة لوسائل العيش يخشى من وقوع السكان الأكثر عرضة للمخاطر في مستويات أخطر من عدم استتباب الأمن الغذائي الحاد وذلك وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة.

من المتوقع أن ترتفع أسعار المواد الغذائية أكثر في حين أن توفر الغذاء والحصول عليه لازال محدودًا بسبب تدابير الاحتواء المرتبطة بفيروس كورونا المستجد والفيضانات. مما سيؤدي إلى تفاقم الأمن الغذائي للمزارعين السودانيين وخاصة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والأسر الأكثر عرضة للمخاطر الذين لا يستطيعون شراء الغذاء لأنفسهم أو المدخلات الزراعية لاستئناف الزراعة.

وقد قدرت النتائج الأولية للتقييم السريع الذي أجرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة مؤخرًا أن الفيضانات قد غمرت 2. 2 مليون فدان من أراضي تخص ما يقرب من 600,000 أسرة، 42 في المائة منها تعولها النساء. وأدت إلى فقدان 108,000 رأس من الماشية تملكها 20,521 من العائلات. بالإضافة إلى الحد من الحركة وإتاحة الوصول إلى المزارع والمدخلات الزراعية، أدت الفيضانات أيضًا إلى فقدان معدات الصيد وتدمير مزارع تربية الأحياء المائية؛ وفقدان الأدوات والمضخات الزراعية؛ وتدمير مرافق خدمة الزراعة والثروة الحيوانية.

وبوصفها جزءًا من الاستجابة للفيضانات، قدمت الفاو 70 مليون دولار أمريكي للاستجابة للفيضانات. وبشكل عام ساعدت الأمم المتحدة وشركاؤها حوالي 400,000 من المتأثرين بالفيضانات بإمدادات الإغاثة الغذائية وغير الغذائية في جميع أنحاء السودان. ما يعادل حوالي نصف إجمالي المتضررين من الفيضانات هذا العام. ومع ذلك، فإن التمويل المنخفض، خاصة لخدمات الصحة والمياه والنظافة والمرافق الصحية يعيق قدرة منظمات الإغاثة على تلبية احتياجات الأشخاص المتأثرين.

URL:

تم التنزيل: