Sudan

تقرير عن الوضع
تحليل
تأثير الأزمة الاقتصادية على الاحتياجات والعمليات الإنسانية
تأثير الأزمة الاقتصادية على الاحتياجات والعمليات الإنسانية

الرسائل الإنسانية الرئيسية: تأثير الأزمة الاقتصادية على الاحتياجات والعمليات الإنسانية

أبرز التطورات

  • أدى الوضع الاقتصادي المزري في السودان الذي يتسم بارتفاع معدلات التضخم إلى تفاقم التخلف المزمن والفقر والصدمات المناخية المتكررة وتفشي الأمراض والعنف والنزاع بسبب الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.

  • ارتفع متوسط سعر سلة الغذاء المحلية بنحو 200 في المائة مقارنة بعام 2019 وارتفعت تكلفة الخدمات الصحية بنسبة 90 في المائة في عام 2020.

  • أدى تدهور الوضع الاقتصادي إلى إعاقة العمليات الإنسانية مما أثر سلبًا على وصول الأشخاص إلى الخدمات الأساسية بينما هم في أمس الحاجة إليها.

الرسائل الإنسانية الرئيسية

أدى الوضع الاقتصادي المزري في السودان الذي يتسم بارتفاع معدلات التضخم إلى تفاقم التخلف المزمن والفقر والصدمات المناخية المتكررة وتفشي الأمراض والعنف والنزاع لتوليد الاحتياجات الإنسانية المتزايدة. بلغ معدل التضخم ما يقرب من 170 في المائة في أغسطس وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء السوداني. والارتفاع الحاد في الأسعار ونقص السلع الأساسية بما في ذلك الوقود والغذاء والأدوية ومنتجات النظافة يؤثر بشكل سلبي على فئات الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر وتهميشًا وفقرًا في البلاد.

كما يستمر الجنيه السوداني في الانخفاض بسرعة مما يزيد من تآكل القوة الشرائية للأسر وقدرتها على إعالة أنفسهم. في بلد تنفق فيه 90 في المائة من الأسر بالفعل معظم دخولها - حوالي 65 في المائة - على الغذاء تؤدي هذه الصدمات الإضافية إلى زيادة الجوع وقلة فرص الحصول على التعليم والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية التي تعيد العائلات النظر فيها من ضمن أولوياتها في خضم محاولاتها للتعامل مع الصعوبات الاقتصادية.

وقد ارتفع متوسط سعر سلة الغذاء المحلية بنحو 200 في المائة مقارنة بعام 2019 وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي. وقد أدى التضخم إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الذرة الرفيعة التي ارتفعت الآن بنسبة 240 في المائة عما كانت عليه قبل عام مضى وأعلى بأكثر من 680 في المائة من متوسط الخمس سنوات. ومن المتوقع أن تظل أسعار المواد الغذائية المستقرة مرتفعة على الأقل حتى وصول إنتاج الموسم الحالي إلى الأسواق في نوفمبر 2020 مما يمدد الموسم الأعجف الحالي الحرج الذي أتى معه بواحد من أعلى مستويات عدم استتباب الأمن الغذائي الواردة في التقارير في السودان في العقد الماضي. ويعاني أكثر من 9,6 مليون شخص من عدم استتباب الأمن الغذائي الشديد في ذروة موسم الأعجف (يونيو إلى سبتمبر) وفقًا لأحدث تقرير لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل.

وقد أدى تدهور الوضع الاقتصادي إلى إعاقة العمليات الإنسانية مما أثر سلبًا على إتاحة حصول الأشخاص على الخدمات الأساسية برغم أنهم في أمس الحاجة إليها. وتواجه وكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني تحديات كبيرة لشراء الإمدادات حيث ترتفع الأسعار أسبوعيًا. وبذا تتأخر العقود حيث غالبًا ما يتغير عرض البائعين قبل الانتهاء من العملية. وقد أفاد بعض الشركاء في المجال الإنساني أنهم قادرون الآن على الوصول إلى واحد فقط من بين كل أربعة أشخاص جرت مساعدتهم سابقًا حيث أدت زيادة الأسعار والتأخير في المشتريات إلى استنزاف ميزانياتهم. كما أثر نقص الوقود أيضًا على النقل في الوقت المناسب وتوصيل المساعدات مما قد يؤدي إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يتلقون المساعدات بحلول نهاية العام.

ويجب على المنظمات التي تقدم تحويلات نقدية للأسر الأكثر عرضة للمخاطر أن تعدل باستمرار المبلغ الممنوح مما يؤثر على ميزانياتها المحدودة. حتى مع هذه التعديلات لم تعد العديد من العائلات قادرة على شراء كل ما يحتاجون إليه بالنقود المستلمة. نتيجة لذلك قد يضطر حتى الأشخاص الذين يتلقون المساعدات إلى اللجوء إلى آليات التأقلم السلبية من أجل البقاء.

في عام 2020 ارتفعت تكلفة الخدمات الصحية بنسبة 90 في المائة ووفقًا للصندوق القومي للإمدادات الطبية كان 57 في المائة فقط من أدوية الطوارئ الأساسية متاحة بحلول سبتمبر. وقد أدى وصول فيروس كورونا المستجد إلى تفاقم هذه التحديات مما أدى إلى انخفاض كبير في تغطية الخدمات الصحية بما في ذلك برامج التحصين وعلاجات سوء التغذية أو رعاية الأم. وأدى نقص التمويل إلى خفض ما يقرب من 20 في المائة من التطعيمات ضد الحصبة في جميع أنحاء البلاد وحوالي 10 في المائة من اللقاح الثلاثي " اللقاح الخماسي التكافؤ" الذي يحمي الأطفال من التيتانوس والدفتيريا وشلل الأطفال. ويعد انخفاض مستوى التحصين أحد العوامل المحركة لانتشار شلل الأطفال الناجم من أخذ اللقاح والذي يؤثر على السودان والناجم عن انخفاض مستويات التحصين للأطفال دون سن الخامسة.

زادت تكلفة الخدمات الصحية بنسبة 90 بالمائة خلال عام 2020 ووفقًا لصندوق الإمدادات الطبية الوطنية وكان متاح 57 بالمئة فقط من أدوية الطوارئ الأساسية بحلول شهر سبتمبر. أدى وصول فيروس كورونا المستجد إلى تفاقم هذه التحديات مما أدى إلى انخفاض كبير في تغطية الخدمات الصحية بما في ذلك برامج التحصين وعلاجات سوء التغذية ورعاية الأم. أدى نقص التمويل إلى انخفاض بنسبة 20 بالمئة تقريبا لقاحات الحصبة في أنحاء البلاد وحوالي 10 بالمئة من لقاح بنتا 3 الذي يحمي الأطفال من الكزاز والخناق وشلل الأطفال. يعد انخفاض مستوى التحصين أحد العوامل المحركة لانتشار شلل الأطفال الناجم من اللقاح والذي يؤثر على السودان بسبب انخفاض مستويات تحصين الأطفال دون سن الخامسة.

تواجه حملة التطعيم الوطنية العاجلة المختصة بوقف تفشي شلل الأطفال المستمر الناجم من اللقاح تحديات بسبب ارتفاع أسعار الوقود وتوافر المركبات. يجب أن تشمل الاستجابة لتفشي المرض تطعيم كل طفل دون سن 5 سنوات في البلاد بلقاح شلل الأطفال الفموي لوقف انتقال العدوى. وتقدر التكلفة الإجمالية للجولة الأولى من الحملة بحوالي 10 ملايين دولار أمريكي وتهدف إلى الوصول إلى ما يقرب من 9 ملايين طفل. ولكنها ستحتاج إلى أكثر من 5. 3 مليون دولار لتكاليف النقل وحدها استنادا إلى أسعار الصرف الرسمية المستخدمة في العمليات الإنسانية. ومع توفر التمويل المحدود للغاية فإن أي زيادة أخرى في التكاليف ستؤثر على قدرة الحكومة والعاملين في المجال الإنساني على تنفيذ الحملة.

كما أثرت الحالة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الفيضانات التاريخية التي أثرت على أكثر من 875,000 شخص في جميع ولايات السودان على الوصول إلى المياه والنظافة والمرافق الصحية والخدمات الصحية مما زاد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية. ويورد العاملون في المجال الإنساني في التقارير معلومات عن تحديات كبيرة يلاقونها وهم يهرعون إلى إصلاح الآلاف من نقاط المياه والمراحيض التي تضررت خلال موسم الأمطار. ووفقًا لشركاء قطاع المياه والمرافق والنظافة الصحية ارتفعت أسعار الإمدادات المشتراة محليًا بنسبة 300 إلى 400 في المائة وفي بعض الحالات كان لا بد من إيقاف الخدمات.

ومن المتوقع أن تزداد الحالة تدهورًا في الأشهر المقبلة مما يزيد من عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات ويعوق قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة. حيث تخطط الحكومة إلى تخفيض تدريجي لإعانات الوقود ومن المرجح أن يؤدي التخفيض التدريجي إلى زيادة التضخم كما يؤثر بالسلب على الأسر الأكثر عرضة للمخاطر فضلاً عن زيادة تكاليف المساعدات الإنسانية.

قم بتنزيل إصدار PDF منا لرسائل الرئيسية هنا.

URL:

تم التنزيل: