Sudan

تقرير عن الوضع
تحليل

التحديث الإنساني للسودان مارس 2022

يصدر هذا التحديث المنتظم الذي يغطي التطورات الإنسانية من 1 إلى 31 مارس عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان. وسيصدر التحديث الإنساني القادم في مايو 2022.

أبرز التطورات

  • نزح ما يقدر بنحو 6,900 شخص بسبب النزاع بين المجتمعات في ولايات غرب وشمال وجنوب دارفور في مارس 2022.

  • أسفر النزاع في مارس في محلية جبل مون بغرب دارفور عن مقتل 17 شخصا وحرق ثلاث قرى، وست قرى أخرى جزئياً ونزح ما يصل إلى 12,500 شخص إلى المناطق المجاورة وجبل مون وعبر الحدود إلى تشاد.

  • نزح ما مجموعه 8,127 شخصًا في السودان بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية خلال شهر مارس، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.

  • في عام 2021، وصل الشركاء في المجال الإنساني إلى أكثر من 8.7 مليون شخص - من أصل 8.9 مليون شخص مستهدف - في جميع أنحاء السودان مع شكل من أشكال المساعدات الإنسانية.

  • حالات الكالازار آخذة في الارتفاع في ولاية القضارف حيث أفادت التقارير بوجود 303 حالة منها 91 حالة بين الأطفال دون سن الخامسة وثماني حالات وفاة مرتبطة بها منذ يناير.

لمحة عامة على الوضع

استمر الوضع الاقتصادي في السودان في التدهور نحو الأسوأ في مارس 2022. وقد أثرت الأزمة السياسية بشدة على الاقتصاد السوداني، مما أثر على إتاحة الوصول إلى الأسواق وتقليل فرص كسب الدخل وأنشطة السوق والتدفقات التجارية. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار ونقص المعروض من السلع الأساسية، بما في ذلك الأدوية والقمح والوقود والمدخلات الزراعية. كما أدى إلى انخفاض القوة الشرائية وزيادة عدم استتباب الأمن الغذائي، وتعميق تعرض السكان للمخاطر - ولا يزال العديد منهم بحاجة إلى الخدمات الأساسية والمساعدات، وفقًا لآخر تقرير للأمين العام عن الوضع في السودان.

رفعت السلطات أسعار الوقود في 9 مارس حيث ارتفع سعر البنزين من 408 جنيه سوداني إلى 547 جنيه سوداني (بزيادة 34٪) للتر. كما ارتفع سعر الديزل من 390 جنيهاً إلى 505 جنيهات (بزيادة بنسبة 30 بالمائة) للتر. في 20 مارس ارتفعت أسعار البنزين إلى 672 جنيه سوداني (1.08 دولار أمريكي بسعر صرف 620 جنيه سوداني للدولار) للتر الواحد من 542 جنيه سوداني (1.03 دولار أمريكي بسعر صرف 526 جنيه سوداني للدولار في ذلك الوقت)، بينما ارتفع سعر وقود الديزل من 505 جنيه لكل لتر إلى 642 جنيه. ومن المرجح أن تؤدي هذه الزيادات إلى زيادات أخرى في تكاليف المعيشة والنقل، مما يؤدي إلى تفاقم حالة الأمن الغذائي المتردية بالفعل في جميع أنحاء البلاد.

وصل الجنيه السوداني إلى أدنى مستوى عند 600 جنيه مقابل الدولار الأمريكي. حيث أدى تعليق الدعم الاقتصادي المقدم من المجتمع الدولي لأكثر من 2.7 مليار دولار، وانخفاض احتياطيات النقد الأجنبي، ومحدودية النشاط الاقتصادي، واستمرار عدم الاستقرار السياسي إلى انخفاض قيمة الجنيه السوداني، مع ارتفاع سعره مقابل الدولار الأمريكي في البنوك التجارية من حوالي 442 جنيه سوداني في بداية عام 2022 إلى أكثر من 565 جنيه سوداني بحلول 31 مارس 2022 وفقًا لبنك السودان المركزي.

وأعلن بنك السودان المركزي في 8 مارس عن تحرير سعر صرف الجنيه السوداني للسماح للبنوك وشركات الصرافة بتحديد سعر العملة المحلية. وجاء هذا القرار بعد شهور من الاختلاف بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق السوداء. وستستمر الزيادة اللاحقة في أسعار المواد الغذائية في الحد من القوة الشرائية للأسر، والتي من المتوقع أن تؤدي بدورها إلى زيادة تعرض الأشخاص للمخاطر. وذكرت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة بأن الزيادات في أسعار الغذاء والمواصلات (50-100 في المائة أكثر من العام الماضي)، وتكلفة سلة الغذاء المحلية (أكثر من 120 في المائة عن العام الماضي) تؤثر سلبًا على القوة الشرائية للأسر الفقيرة. في حين أظهر معدل التضخم منعطفًا هبوطيًا منذ أن وصل إلى ذروته عند 423 في المائة في يوليو 2021، إلا أنه لا يزال مرتفعًا عند 258 في المائة في فبراير 2022.

وبدأت البنوك التجارية الاستجابة للقرار برفع سعر صرف الدولار إلى ما بين 530 و570 جنيه سوداني. وتشير التقارير إلى أن قيمة العملة المحلية قد انخفضت عشرين مرة خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 2000 في المائة. يواجه الشركاء في المجال الإنساني الذين خططوا لميزانياتهم / أنشطتهم بالعملة المحلية تحديات تتعلق بفجوات التمويل نتيجة لانكشاف أسعار الصرف. ووفقًا لبعض الشركاء في المجال الإنساني، بلغت الخسائر المقدرة خلال الشهر الماضي بسبب تقلبات أسعار الصرف حوالي 5 ملايين دولار أمريكي وتوقفت بعض التدخلات نتيجة لذلك.

وصل الشركاء في المجال الإنساني في عام 2021 إلى أكثر من 8.7 مليون شخص - من أصل 8.9 مليون شخص مستهدف - في جميع أنحاء السودان ببعض أشكال المساعدات الإنسانية. حيث تلقى حوالي 5.3 مليون شخص مساعدات غذائية وجرى الوصول إلى 2.8 مليون شخص بدعم وسائل العيش. وحصل حوالي 5.4 مليون شخص على خدمات صحية أساسية، بينما حصل أكثر من 1.3 مليون شخص على المياه الصالحة للشرب. كما زود أكثر من 490,000 شخص بالمرافق الصحية، وجرى الوصول إلى 2.5 مليون شخص بأنشطة النظافة. وتلقى حوالي 280,000 طفل العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم.

استمر الوضع الإنساني في السودان في التدهور في عام 2022 مدفوعًا بالنزوح المطول، والأزمة الاقتصادية، وزيادة النزاع بين المجتمعات المحلية، ونوبات الجفاف وعدم استتباب الأمن الغذائي. ويهدف الشركاء الإنسانيون إلى تقديم المساعدات الإنسانية ودعم 10.9 مليون من الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر في السودان بتكلفة 1.9 مليار دولار أمريكي من خلال خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022. وحتى 31 مارس تبرعت الجهات المانحة بسخاء بمبلغ 166.1 مليون دولار (8.6 في المائة) من الاحتياجات. وتواصل المنظمات الإنسانية الدعوة للحصول على تمويل مرن في الوقت المناسب مع تزايد شدة احتياجات الأشخاص المعرضين للخطر.

أُجبر ما يقدر بنحو 6,900 شخص على الفرار من ديارهم بسبب النزاع

أجبرت التوترات والنزاع بين المجتمعات في ولايات غرب وشمال وجنوب دارفور 6,900 شخص على الفرار من ديارهم في مارس 2022.

حيث قُتل 17 شخصًا في محلية جبل مون بولاية غرب دارفور وأحرقت ثلاث قرى كما أحرقت ست قرى جزئيًا، ونزح ما يصل إلى 12,500 شخص إلى المناطق المجاورة، إلى جبال جبل مون وعبر الحدود إلى تشاد. كانت هذه الاشتباكات استمرارًا للنزاع الذي اندلع في المنطقة منتصف نوفمبر 2021 بسبب نزاع على أرض أودى بحياة العشرات وخسائر في الممتلكات وتسبب في النزوح. وأفاد قادة المجتمع في محليتي سربا وكُلبُس أن النزاعات في محليتي جبل مون وكرِنِك تؤثر أيضًا على الأشخاص في مناطقهم حيث يُزعم أن البدو الرحل المسلحين يقتلون وينهبون أثناء مرورهم في طريقهم إلى جبل مون أو العودة منه.

وفر حوالي 3,500 شخص من منازلهم في محليتي السريف وكتم في ولاية شمال دارفور في مارس بسبب النزاع بين المجتمعات، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة. وتشير التقارير الأولية من محلية السريف إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة تسعة آخرين ونزوح 900 شخص وإحراق تسعة منازل. وبالإضافة إلى ذلك تعرضت المحاصيل في المزارع حول قوسا جنوب للتدمير مما عرض الأشخاص إلى خطر عدم استتباب الأمن الغذائي.

واندلع النزاع بين قبيلتين من القبائل البدوية في ولاية جنوب دارفور في محليتي قريضة وتُلُس في 29 مارس. وتشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 100 شخص من بينهم ستة أطفال ورد ذكرهم. ووردت أنباء عن أن الاشتباكات نشأت عن حادثة وقعت في 26 مارس عندما قُتل أحد رجال القبائل الرحل على أيدي مجهولين أثناء سفره من بلدة قريضة إلى قرية برام. وألقت القبيلة البدوية باللوم على القتل على قبيلة بدوية أخرى وحشدت قواتها لمهاجمة قرى القبيلة في 29 مارس.

في 30 مارس، تم إحراق قرى سنام النقا وأبو جبرة وهدوب في محلية قريضة، وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة. وذكرت مفوضية العون الإنساني الحكومية أن السكان في قرية هدوب، أي حوالي 500 شخص (100 عائلة)، أخذوا مواشيهم وطلبوا الحماية بالقرب من قاعدة عسكرية للقوات المسلحة السودانية في منطقة دِكِا بضواحي مدينة قريضة. وقالت مفوضية العون الإنساني إن معظمهم من النساء والأطفال الذين يعيشون في العراء ويحتاجون إلى مآوي وطعام ومياه ومرافق ومساعدات صحية. كما أفادت مفوضية العون الإنساني أنه في 31 مارس تعرضت قريتا دِكا ودقما للهجوم؛ وأحرقت دِكا، وذلك وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، ولجأ سكانها أيضًا إلى مكان قريب من القاعدة العسكرية بالقرب من مدينة قريضة. وقد سجلت مفوضية العون الإنساني ومنظمة إنسانية حتى الآن حوالي 1,760 شخصًا (352 عائلة) نازحة في منطقة دِكِا. ونشرت السلطات المحلية قوات أمن مشتركة في مناطق النزاع للسيطرة على الوضع وخلق منطقة عازلة بين القبيلتين. ويقدر الشركاء في المجال الإنساني أن حوالي 15,000 شخص (3,000 أسرة) سيتأثرون على الأرجح بالنزاع، مع توقع النزوح إلى محليتي تُلُس وشرقيلا، والمعسكرات في نيالا.

حيث جرى تقييم مشترك بين الوكالات لقريضة في 6 أبريل. ووزعت الإمدادات الإنسانية الأولية مثل المواد غير الغذائية، والغذائية وحقائب اللوازم الصحية النسائية على المتأثرين في منطقة دِكِا. ويجري تقديم خدمات الطوارئ الصحية إلى النازحين في منطقة دِكِا، وسلمت مجموعة طبية واحدة إلى مستشفى نيالا التعليمي لمعالجة الحالات المصابة المحالة من قريضة. وسيستمر تقديم حقائب اللوازم الصحية النسائية والمعلومات الخاصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي للأشخاص المتأثرين، والتحقيق في أي حالات عنف على أساس النوع الاجتماعي.

وبشكل عام نزح ما مجموعه 8,127 شخصًا في جميع أنحاء السودان خلال شهر مارس، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة. ويشمل ذلك 6,932 نازحًا بسبب النزاع و1,195 نازحًا بسبب حوادث الحرائق.

تطورت حالات الحماية الاستغلالية في أجزاء من ولاية غرب دارفور

وبحسب الشركاء في المجال الإنساني، ظهرت حالات حماية استغلالية في محليات سِربا وجبل مون وكرِنِك بولاية غرب دارفور. في بعض الحالات، يوفر البدو الحماية للمزارعين مقابل رسوم أو تعويض. في محلية سربا، تدفع ست قرى للرحل مقابل الحماية، والتي تشمل تقاسم نصف مخزونهم الغذائي. في محلية جبل مون، يدفع سكان ثلاث قرى للرحل 500 ألف جنيه سوداني (1125 دولارًا أمريكيًا) لكل قرية مقابل الحماية. في الوقت نفسه، أفاد سكان قرية في محلية كرِنِك أن البدو يقومون بحمايتهم دون مقابل. وأخبر القرويون العاملين في المجال الإنساني أن أي مساعدات يجري تقديمها يجب أن تشمل البدو لأن غياب ذلك من شأنه أن يقوض التعايش السلمي القائم وترتيبات الحماية مع البدو ويخاطر بالنزاع والنهب.

حالات الكالازار في تصاعد بولاية القضارف

وردت تقارير عن 303 حالة من حالات الكالازار (داء الليشمانيات الحشوي) - بما في ذلك 91 حالة بين الأطفال دون سن الخامسة وثماني حالات وفاة مرتبطة - في ولاية القضارف منذ يناير، مما يضع معدل الوفيات من الحالات المصابة بنسبة 2.7 في المائة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ويعتبر الكالازار من الأمراض المستوطنة في ولاية القضارف، وعلى مدى العامين الماضيين، تزايد عدد الحالات في الولاية. حيث وردت تقارير عن حوالي 2,100 حالة في عام 2019؛ و2,136 حالة في عام 2020؛ و2,973 حالة في عام 2021. وتشمل التحديات الرئيسية التي تواجه القضاء على الكالازار نقص الطاقم الطبي، والتدريب الكافي للموظفين، ونفاد المخزون المستمر أو نقص الأدوية. ونقص أنشطة مكافحة ناقلات الأمراض؛ ونقص التمويل لأنشطة تعزيز الصحة والتوعية المجتمعية؛ وعدم وجود شركاء صحيين مستعدين لدعم مشاريع الكالازار؛ ونقص الدعم الحكومي والالتزام بالقضاء على المرض.

ويعاني المصابون بالكالازار من نوبات غير منتظمة من الحمى وفقدان الوزن وتضخم الطحال والكبد وفقر الدم. وتنتقل طفيليات الكالازار من خلال لدغات إناث الذبابة الرملية المصابة، والتي تتغذى على الدم لإنتاج البيض، وإذا تركت دون علاج فقد تؤدي إلى الوفاة في 95٪ من الحالات. يزيد الفقر من خطر الإصابة بالكالازار حيث قد يؤدي سوء الإسكان والظروف غير الصحية (مثل الافتقار إلى إدارة النفايات أو المرافق الصحية المفتوحة) إلى زيادة مواقع تكاثر وراحة ذبابة الرمل. قد يؤدي السلوك البشري، مثل النوم بالخارج أو على الأرض، إلى زيادة خطر الإصابة بداء الكالازار. وتتطلب الوقاية من مرض الكالازار ومكافحته مجموعة من استراتيجيات التدخل، بما في ذلك التشخيص المبكر والعلاج الفوري الفعال؛ والمراقبة الفعالة للأمراض والنواقل كما تعتبر السيطرة على المستودعات الحيوانية المستضيفة أمرًا معقدًا ويجب أن يتم تكييفه وفقًا للوضع المحلي.

فيروس كورونا المستجد

أشار عدد الحالات المشتبه بها من فيروس كورونا المستجد المبلغ عنها خلال الأسبوع رقم 16 من عام 2022 إلى انخفاض بنسبة 42.4 في المائة مقارنة بنفس المدة من الأسبوع 15 من عام 2022، مع انخفاض الحالات المبلغ عنها، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. فخلال الأسبوع السادس عشر، سجلت ولاية الخرطوم 55.2 في المائة من الحالات المشتبه فيها بفيروس كورونا المستجد و28.5 في المائة من الحالات المؤكدة، تليها ولاية نهر النيل التي سجلت 31 في المائة من الحالات المشتبه فيها في نفس الأسبوع و71.4 في المائة من الحالات المؤكدة. ومنذ بداية الوباء جاءت نتائج الفحص إيجابية على 61,955 شخصًا لفيروس كورونا المستجد بما في ذلك 4,907 حالة وفاة حتى 31 مارس 2022. كما جرى تطعيم حوالي 7 في المائة من سكان السودان البالغ عددهم 47.9 مليون شخص بشكل كامل ضد فيروس كورونا المستجد. وتدعم وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها وزارة الصحة الاتحادية باللقاحات والخدمات اللوجستية للتحصين.

لمعلومات أكثر، يرجى الاتصال:

صوفي كارلسون، رئيس قسم الاتصالات والتحليل، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان،

karlsson2@un.org،

هاتف: +249 (0) 912 17 44 56

+249 (0) 912 17 44 56

لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة

www.unocha.org أو Reliefweb

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

URL:

تم التنزيل: