السودان التحــــديث الإنســـــاني (29 يوليو 2024)
لمحة عامة على الوضع
يواجه نصف سكان السودان الجوع الحاد حيث يواجه 755,000 شخص ظروفًا شبيهة بالمجاعة
يواجه حوالي 25.6 مليون شخص - أكثر من نصف سكان السودان - في مرحلة الأزمة أو أسوأ من ذلك من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 3 أو أعلى من التصنيف الدولي المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) بين يونيو وسبتمبر 2024 بالتزامن مع موسم الجدب وذلك وفقًا لأحدث وثيقة للوحة الموجزة لانعدام الأمن الغذائي الحاد من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 45 في المائة - من 17.7 مليونًا - منذ آخر تحديث للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في ديسمبر 2023. ومن بين هؤلاء يعاني 8.5 مليون شخص من مستويات طوارئ من الجوع وحوالي 755,000 شخص على حافة المجاعة - خلال نفس المدة في عشر ولايات بما في ذلك دارفور الكبرى (جميع ولايات دارفور الخمس)، وولايات جنوب وشمال كردفان، والنيل الأزرق، والجزيرة، والخرطوم.
وتظهر آخر التحليلات أن خطر المجاعة مرتفع في 14 منطقة في ولايات دارفور الكبرى وكردفان الكبرى والجزيرة وبعض النقاط الساخنة في الخرطوم إزاء تصاعد النزاع وتقييد وصول المساعدات الإنسانية وعدم قدرة الأسر على الانخراط في الزراعة وغيرها من الأنشطة الاقتصادية. وقد تفاقم الوضع بسبب الخلل الشديد في خدمات الرعاية الصحية وتلوث المياه وسوء حالة الصرف الصحي والنظافة الصحية التي تؤدي إلى مزيج قاتل من الجوع وسوء التغذية والمرض.
ويلزم الآن المزيد من التمويل لتلبية هذه الاحتياجات العاجلة ودرء المجاعة. ولتوسيع نطاق العمل في الوقت المناسب، يحتاج العاملون في المجال الإنساني إلى موارد إضافية عاجلة للاستجابة. وعلى الرغم من إلحاح الموقف فإن التمويل المتحصل لخطة الاستجابة للسودان لعام 2024 قد بلغ الثلث فقط بحلول نهاية يوليو.
السودان يصل إلى مرحلة قاتمة أخرى حيث أصبح 10.6 مليون شخص نازحين
ذكرت آلية تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في تحديثها الرابع حول التنقل في السودان في 23 يوليو أن ما يقدر بنحو 10.7 مليون شخص (2.1 مليون أسرة) هم نازحون في السودان. وغالبية هؤلاء النازحين - 55 في المائة - هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا وقد عانوا أكثر من عام من الانفصال وانتهاكات حقوق الإنسان والصدمات والعنف وعدم الحصول على الخدمات الأساسية. ويشمل العدد الإجمالي للنازحين ما يقدر بنحو 7.9 مليون شخص فرّوا من ديارهم منذ بداية النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023. وقد عبر حوالي 2.1 مليون شخص الحدود إلى دول الجوار منذ 15 أبريل 2023 بما في ذلك إلى مصر وتشاد وجمهورية جنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وليبيا وأوغندا. علاوة على ذلك نزح 27 في المائة من النازحين الذين كانوا قد نزحوا في البداية قبل اندلاع النزاع نزحوا مرة أخرى بعد 15 أبريل 2023.
جعل الوضع الإنساني في السودان البلاد واحدة من أكبر حالات النزوح وانعدام الأمن الغذائي وأزمة الأطفال في العالم. فبشكل عام فرّ أكثر من 20 في المائة من السكان في السودان من ديارهم بسبب الحرب الدائرة إما داخليًا أو عبر الحدود. وتستضيف البلاد الآن ما يقرب من 14 في المائة من حالات النازحين على مستوى العالم أي أن حوالي 1 من كل 7 نازحين في جميع أنحاء العالم من السودانيين وذلك وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة. ويحتل الغذاء الأولوية القصوى بين أسر النازحين حيث أستُضيف أكثر من 97 في المائة من النازحين في جميع أنحاء السودان في مناطق ذات مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد أو ما هو أسوأ (المستوى 3 وما يتجاوزه من التصنيف المرحلي المتكامل للأزمات). وتشير التقديرات إلى أن 89 في المائة من الأسر النازحة غير قادرة على تحمل تكاليف احتياجاتها الغذائية اليومية.
أدت الاشتباكات الأخيرة إلى نزوح 151 ألف شخص في ولاية سنار
أدى تصاعد النزاع في ولاية سنار إلى نزوح نحو 151,750 شخصًا (نحو 30,350 أسرة) منذ 24 يونيو وفقًا لتقرير مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة الصادر في 11 يوليو. وقد نزح الأشخاص المتضررون إلى مواقع أخرى في ولاية سنار وإلى ولايات أخرى في السودان (القضارف وكسلا والنيل الأزرق والنيل الأبيض ونهر النيل والبحر الأحمر)، وعبر الحدود إلى جمهورية جنوب السودان. وأفاد الشركاء الإنسانيون في ولايات النيل الأزرق والقضارف وكسلا أن النازحين من سنار ما زالوا يتوافدون بحثًا عن الأمان والمآوي والمساعدات الإنسانية. وكانت محليات سنار وسنجة والدندر تستضيف بالفعل نحو 286 ألف نازح قبل التصعيد الأخير في الاشتباكات كان معظمهم قد نزحوا بالفعل من ولايتي الخرطوم أو الجزيرة. وبالتالي قد يعاني النازحون من سنار من نزوح ثانوي أو ثالثي. ويأتي النزوح من ولاية سنار في الوقت الذي تقوم فيه حكومات الولايات في كسلا والقضارف والبحر الأحمر بإعادة فتح المدارس ونقل النازحين من الفصول الدراسية/غرف الدراسة إلى مباني مدرسية أخرى ومواقع للتجمع. كما أنها بداية موسم الأمطار ويمكن أن تؤدي الظروف المعيشية وأوضاع الصرف الصحي السيئة في مواقع النازحين إلى تفشي الأمراض.
منظمة أطباء بلا حدود تسحب فريقها من مستشفى في الخرطوم
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود في 10 يوليو أنها قد أجلت فريقها من المستشفى التركي وهو منشأة طبية في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم في أعقاب سلسلة من حوادث العنف التي عرضت الموظفين للخطر. وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها إن الوضع في المستشفى أصبح غير مقبول مضيفة أن حوادث عنف متعددة وقعت داخل وخارج المبنى على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية وأن حياة موظفي المنظمة تعرضت للتهديد بشكل متكرر. وفي الآونة الأخيرة في ليلتي 17 و18 يونيو نُقل العشرات من المقاتلين الجرحى إلى المستشفى التركي وأُيِّقَظ فريق أطباء بلا حدود بعنف عندما وقع إطلاق النار من بنادق الكلاشينكوف على غرف نومهم. وأدانت منظمة أطباء بلا حدود الهجمات ووصفت هذا النوع من العنف بأنه غير مقبول. كما أكدت المنظمة على ضرورة حماية المستشفيات والمرافق الصحية واحترامها من قبل الأطراف المتحاربة باعتبارها ملاذات للمرضى والجرحى حيث يمكن للعاملين الصحيين تقديم الرعاية الطبية بأمان. ومنذ بداية النزاع سجل نظام مراقبة الهجمات على مرافق الرعاية الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية 73 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 53 شخصًا وإصابة حوالي 100 آخرين.
ارتفاع مقلق في العنف القائم على النوع الاجتماعي
أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلقه بشأن تصاعد حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي وانخفاض فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية وخاصة الصحة الجنسية والإنجابية في السودان. حيث تشير تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن 6.7 مليون شخص معرضون لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي وأن 3.5 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب بحاجة إلى خدمات الرعاية الصحية الإنجابية. ويتواصل الإبلاغ عن حالات الاختطاف والزواج القسري وعنف الشريك الحميم والعنف الجنسي المتصل بالنزاع والممارسات الضارة مثل زواج الأطفال ولا سيما في ولاية الجزيرة وإقليم دارفور. وفي الوقت نفسه أصبح الوصول إلى المساعدات الإنسانية يعرض للخطر في مناطق النزاع مما يؤثر على الرعاية الطبية وصحة الأمهات وعلى توريد منتجات نظافة الطمث الشهرية. ومع استمرار انعدام الأمن الغذائي في أوساط الأسر النازحة وخاصة الأسر التي تعيلها النساء والأرامل والمراهقات والأشخاص ذوي الإعاقة يتزايد اعتماد آليات التكيف السلبية من أجل البقاء على قيد الحياة. وفي بيئة تعاني من انعدام الأمن الغذائي يزداد خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي حيث تفتقر النساء والفتيات في كثير من الأحيان إلى الموارد المالية اللازمة للحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي مما يجعل الحصول على الغذاء أولوية على صحتهن.
وقد أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين بأن العديد من حوادث العنف الجنسي المرتبط بالنزاع التي ترتكبها أطراف النزاع ولكنها أيضًا ناتجة عن تصاعد العنف بين المجتمعات المقترن بانهيار القانون والنظام لا تزال تُبلِّغ عنها النساء والفتيات في السودان وفي دول الجوار. كما زادت التقارير المتعلقة بالاستغلال والاعتداء الجنسيين والاتجار بالأشخاص. ومع ذلك ونظرًا لمحدودية الحصول على الخدمات وكذلك الخوف من الانتقام ووصمة العار
لا يزال عدم الإبلاغ عن حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي منخفضًا. ويبيّن الاتجاه الناشئ عن التحليل أن 56 في المائة من حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي التي جرى الإبلاغ عنها (من قبل اللاجئين السودانيين أو اللاجئين العائدين) في إثيوبيا وجمهورية جنوب السودان وقعت قبل النزوح أو أثناء فرارهم.
الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها
على الرغم من تحديات إتاحة الوصول وفجوات التمويل تمكن 128 شريكًا في المجال الإنساني من الوصول إلى أكثر من 7.1 مليون شخص بشكل من أشكال المساعدات الإنسانية بين يناير 2024 ونهاية مايو وذلك وفقًا لأحدث لوحة متابعة للاستجابة الإنسانيةر في السودان. ويمضي العاملون في المجال الإنساني قدمًا في تنفيذ خطة واسعة النطاق لدرء المجاعة - لكن نافذة القيام بالعمل تضيق. ومن الأهمية بمكان أن يوفر المانحون الأموال اللازمة لتمكين العاملين في المجال الإنساني من الحصول على أموال نقدية على وجه السرعة للعائلات لشراء الطعام خلال موسم الجدب وتوسيع نطاق وجودهم التنفيذي في المناطق التي يكون فيها الجوع أكثر حدة دون عوائق بسبب انعدام الأمن ونقل الإمدادات إلى المناطق ذات الاحتياجات الأعلى. وقد أظهر أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل في المناطق التي وصلت فيها المساعدات إلى الأشخاص أن الأمن الغذائي لبعض العائلات سيتحسن قليلاً خلال موسم الحصاد (أكتوبر 2024 - فبراير 2025) بسبب توفر الغذاء من الإنتاج المحلي.
الاستجابة للنزوح من ولاية سنار
عملت المنظمات الإنسانية على توسيع نطاق استجابتها لتلبية احتياجات النازحين من ولاية سنار في ولايات القضارف وكسلا والنيل الأزرق. وقد تلقى حوالي 43,000 نازح من سنار في ولايتي النيل الأزرق وكسلا مساعدات غذائية طارئة من برنامج الغذاء العالمي. كما قام برنامج الغذاء العالمي بتخزين أكثر من 2,200 طن متري من الإمدادات مسبقًا لتوفير المساعدات الغذائية للأسر النازحة حديثًا. وفي ولاية القضارف أفاد العاملون في المجال الإنساني أن الاحتياجات الأكثر إلحاحًا تشمل الغذاء والمآوي الطارئة والمواد غير الغذائية ومراحيض الطوارئ ومكتب الحماية. وفي موقع تجمع السوق الشعبي تقوم المنظمتان الخيريتان المحليتان "حياد" وجمعية الزكاة الخيرية بتوزيع وجبات ساخنة على النازحين الجدد القادمين من ولاية سنار. كما تقدم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وإحدى المنظمات غير الحكومية المحلية مساعدات في مجال المياه ولكن هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات لتلبية الاحتياجات المتزايدة. وفي الوقت نفسه وزعت اليونيسيف في مركز الاستقبال الجديد في الميناء البري القماش المشمع، وركَّبت قِرب المياه، وهي بصدد إنشاء مراحيض وبدء أنشطة حماية الطفل. كما تقوم المنظمات الخيرية المحلية والسكان بتوزيع وجبات ساخنة على النازحين. وتقوم وزارة الصحة بالولاية بتسجيل الوافدين الجدد وحددت منظمة إنقاذ الطفولة موقعًا لعيادة صحية متنقلة.
وفي ولاية كسلا يقدم العاملون في المجال الإنساني مساعدات منقذة للحياة في موقع التجمع المؤقت في المدرسة الصناعية. كما تقدم المنظمة الدولية للهجرة خدمات صحية وخدمات الإحالة من خلال عيادة متنقلة في مركز الاستقبال المؤقت. وأنشأت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين أربعة ملاجئ شبه دائمة في مركز الاستقبال ووزعت الملابس ومجموعات المواد غير الغذائية على الوافدين الجدد ودعمت المطبخ المشترك بالأواني. وجرى تخصيص ستة ملاجئ مشتركة وقدم برنامج الغذاء العالمي قاعتين مطاطيتين. كما يدعم برنامج الغذاء العالمي المطبخ بالمواد الغذائية التي تكفي 15,000 شخص. وتعمل اليونيسيف ومنظمة صدقات الخيرية على نقل المياه عبر الشاحنات كما قامتا بإصلاح وصلة إمدادات المياه وتسعة مراحيض وخمسة حمامات وتطهير خزانات الصرف الصحي. وهناك حاجة إلى نحو 90 مرحاضاً إضافيًا للتعامل مع تدفقات النازحين. كما أنشأت اليونيسيف عيادة مؤقتة للرعاية الصحية الأولية في مركز الاستقبال تقدم الاستشارات الطبية والخدمات المخبرية والدعم النفسي والاجتماعي وخدمات الإسعاف في حالة الإحالة. وبالإضافة إلى ذلك أنشأت مبادرات الشباب عيادات متنقلة مؤقتة للتعامل مع الأمراض المزمنة. كما تُقدم خدمات التغذية في برنامج التغذية العلاجية للمرضى الخارجيين في مركز الاستقبال كما أنشأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ـ بالتعاون مع منظمة جاسمار غير الحكومية الوطنية ـ مكتبًا لتقديم المساعدات في مجال الحماية في مركز الاستقبال.
وفي ولاية النيل الأزرق في الدمازين يجري حاليًا توزيع الغذاء من قِبَل برنامج الغذاء العالمي على النازحين الوافدين حديثًا من سنجة. وفي المدة ما بين 1 و7 يوليو وزَّع برنامج الغذاء العالمي وشركاؤه مساعدات غذائية على نحو 18,600 نازح (3,746 أسرة) من سنار في الدمازين والرصيرص. وتقدم اليونيسيف خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وخدمات التغذية وتوزع مجموعات الكرامة (حقائب لوازم العناية الشخصية (للسيدات والفتيات)). كما تقدم منظمة الصحة العالمية خدمات الصحة والتغذية، في حين تقدم وكالة أدرا مساعدات نقدية متعددة الأغراض وخدمات المياه والصرف الصحي. كما وزعت المفوضية في الدمازين والرصيرص مواد غير غذائية ومجموعات الكرامة (حقائب لوازم العناية الشخصية (للسيدات والفتيات)) على حوالي 6,000 نازح (1,200 أسرة) من سنجة وواصلت تقديم خدمات الحماية بدعم من شريكها الوطني.
إتاحة الوصول الإنساني
بعثة عبر الحدود من تشاد إلى ولاية وسط دارفور تجد آلاف العالقين
بعثة عبر الحدود مشتركة بين الوكالات تابعة للأمم المتحدة إلى ولاية وسط دارفور كانت قد بدأت في 10 يوليو عادت من منطقة جبل مرة إلى زالنجي ووصلت إلى الجنينة بولاية غرب دارفور في 21 يوليو. وفي 22 يوليو عبر فريق البعثة عائدًا إلى تشاد عبر نقطة الطينة الحدودية في ولاية شمال دارفور في السودان. وتكشف النتائج الأولية التي توصلت إليها البعثة عن وجود عشرات الآلاف من النازحين في مناطق نِرتِتي وقُولو ودِبرا نِرا وسَبَنقا ورُكِرو في ولاية وسط دارفور. وأفاد الفريق أن الأسر النازحة تتكدس في المواقع والمعسكرات وأحيانًا ما بين 70 و80 شخصًا ينامون في فصل دراسي واحد بينما يقيم آخرون في ملاجئ مؤقتة أو في العراء. حيث وصل النازحون من مناطق مختلفة في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك ولايتي سنار والخرطوم وجميع عواصم ولايات دارفور. ويقدم الشركاء في المجال الإنساني المساعدات ولكن محدودية الموارد تحد من قدرتهم على تلبية الاحتياجات العاجلة.
ووفقاً لتوبي هَروَرد نائب منسق الشؤون الإنسانية الذي يقود البعثة في ولاية دارفور تزداد حالات الوفاة بسبب المضاعفات الطبية المرتبطة بسوء التغذية بشكل متزايد. وفي الأسابيع الأخيرة زادت وكالات الأمم المتحدة في السودان بشكل كبير من المساعدات الإنسانية التي تعبر من تشاد إلى السودان. ومع ذلك تواجه منظمات الإغاثة الآن تحديات لوجستية جديدة حيث تهدد الأمطار الغزيرة بجعل معبر الطينة الحدودي غير سالك مع الحاجة الملحة إلى طرق وصول بديلة.
الأمطار تقطع طرق الوصول الرئيسية وتتسبب في نزوح الآلاف من الأشخاص
بدأت بداية موسم الأمطار في أجزاء مختلفة من البلاد بالتأثير على الخدمات اللوجستية حيث انقطعت العديد من المناطق بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات. وفي أجزاء من دارفور اضطرت الوكالات الإنسانية إلى إرجاء توزيع المساعدات الإنسانية حتى أواخر أغسطس بسبب جريان الوديان (مجاري المياه الجافة التي تتحول إلى أنهار) والتي تقطع الوصول الفعلي إلى المناطق المتضررة. وفي ولاية كسلا تضرر أكثر من 10,000 شخص بمن فيهم الآلاف من النازحين الوافدين حديثًا من سنار بشكل مباشر بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات
لمحة عامة على تمويل الأنشطة الإنسانية
تتطلب خطة عام 2024 للاستجابة للاحتياجات الإنسانية في السودان مبلغ 2.7 مليار دولار أمريكي لتوفير المساعدات المتعددة القطاعات المنقذة للحياة والحماية لفائدة 14.7 مليون شخص في جميع أنحاء السودان. وحتى 29 يوليو 2024 تلقى النداء تمويلًا بنسبة 31.9 في المائة، مع تحصيل 859.3 مليون دولار وذلك وفقًا لخدمة التتبع المالي.