North-west Syria

تقرير عن الوضع
وسائل الإعلام
UNFPA
تُمسك خنساء بطفلها حديث الولادة بعد تلقيها الرعاية ضرورية أثناء الولادة. هناك حاجة ملحة ومتواصلة لدعم المستشفيات الخاصة بالولادة في شمال غرب سورية لمنعها من تعليق خدماتها المنقذة للحياة. تصوير: صندوق الأمم المتحدة الإنمائي (UNFPA)

شريان الحياة في أزمة: حياة خنساء وسط نقص حاد في الموارد

"كنت مرعوبة وبحثت بيأس عن طبيب مدرب جيدًا يمكنه التعامل مع حالتي"، قالت خنساء حربة، 35 عامًا، وهي أم لطفلين.

عانت خنساء مؤخرًا في شمال غرب سورية من حالة خطيرة وهي انفصال المشيمة وهي حالة مهدّدة للحياة، حيث تنفصل المشيمة عن جدار الرحم قبل موعدها الطبيعي، مما يعرّض حياة كل من الأم والطفل للخطر.

تُعتبر مثل هذه الحالات شديدة الخطورة، حيث أن الصراع المستمر في شمال غرب سورية وعدم الاستقرار يعطلان الحياة اليومية بشكل كبير، مما يؤدي إلى نقص في الإمدادات الطبية ويثقل كاهل العاملين في مجال الرعاية الصحية.

كان د. عبد العزيز حمزة، وهو طبيب نسائية وتوليد في المستشفى جزءًا من الفريق الذي عالج السيدة خنساء. "انفصال المشيمة هو حالة طبية طارئة خطيرة تتطلب تدخلًا فوريًا"، وضّح د. حمزة. "كنا نعلم أنه يجب علينا التصرف بسرعة لإنقاذ الأم وطفلها. كانت الحالة حرجة، لكننا كنا مستعدين."

وأضافت خنساء: "وجدت أن مستشفى الأمومة بإدلب يوفر كل ما أحتاجه لحالتي. وأكدوا لي أن الفحوصات وتحاليل الدم المطلوبة متوفرة هناك".

وتابعت السيدة حربه: "لولا هذا المستشفى، لا أعلم ما الذي كان سيحدث لي ولطفلي. الأطباء والموظفون كانوا يتابعون حالتي عن كثب طوال الليل ويفحصون العلامات الحيوية لي ولطفلي".

وأشارت د. إكرام حبوش، مديرة مستشفى إدلب للأمومة: "تفقدُ العديد من النساء في شمال غرب سورية حياتهن أثناء نقلهن بين المستشفيات في ظل غياب الإمدادات الأساسية لحالات حرجة مثل انفصال المشيمة".

تعد خنساء واحدة من العديد من النساء في إدلب، حيث تُعتبر رعاية الأمومة مسألة حياة أو موت. يوفر المستشفى، المدعوم من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، خدمات الصحة الإنجابية الضرورية للنساء في أحد أصعب البيئات وأخطرهم على النساء والفتيات.

تواجه خدمات الصحة الإنجابية في شمال غرب سورية نقصًا حادًا في الموارد، ممّا يترك احتياجات النساء الحوامل والمواليد الجدد غير ملباة. حتى شهر أيلول 2024، كان هناك 59 مرفقًا عاملًا للطوارئ في رعاية الأمومة والمواليد الجدد. ومع ذلك، فإن 30 من هذه المرافق قد غدت دون تمويل.

يُعد دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) أمرًا ضروريًا في هذه الأوضاع الحرجة. تقدّر الحاجة السنوية بحوالي 23$ مليون لسد الفجوة التمويلية لـ 30 مستشفى مهددة بالإغلاق. هذا التمويل يوفر الموارد الأساسية ويضمن استمرار عمل منشآت مثل مستشفى الأمومة في إدلب في تقديم الرعاية المنقذة للحياة للنساء المحتاجات.

بعد توقف 50% من مستشفيات الولادة عن العمل في شمال غرب سورية في شهر أيلول 2024، سوف تعاني النساء الحوامل من واقع قاتم يتمثل في الولادة دون الحصول على الرعاية الطبية الأساسية. هذا النقص الحاد في الموارد سيؤثر أيضًا على 1.3 مليون امرأة في سن الإنجاب، ممّا يحد بشكل كبير من وصولهن إلى خدمات الصحة الإنجابية.

URL:

تم التنزيل: