المساكن الانتقالية: حل حيوي لمجتمعات النازحين في اليمن
في اليمن، من بين 4.56 مليون شخص لا يزالون نازحين في جميع أنحاء البلاد، يعيش ما يقرب من 1.5 مليون يمني تأثروا بالصراع والمناخ في 2,382 موقعا للنزوح الجماعي.
وتعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها، بصفتها قائدة قطاع المأوى/المواد غير الغذائية، على استبدال الخيام الطارئة بمآوٍ انتقالية للنازحين. ومن خلال التقييمات الدقيقة، حددت المفوضية وشركاؤها الاحتياجات الحرجة للنازحين لهذه المآوي وعالجتها، والتي برزت كخيار مفضل وأساسي بالنسبة لهم.
تعمل هذه المساكن الانتقالية كحلول وسيطة للأسر النازحة المحتاجة. وهي مصممة لتغطية احتياجات السكان المتضررين لمدة ثلاث سنوات في المتوسط بينما ينتظرون حلولا أكثر دواما وطويلة الأجل. وتلبي هذه المآوي الاحتياجات الحرجة وتعتبر استجابة قوية للتحديات التي تواجهها المجتمعات النازحة.
إليكم أسباب التأثير القوي للمساكن الانتقالية:
1. الاستدامة وتحسين الظروف المعيشية: تم تصميم هذه الملاجئ المستدامة لتتحمل كافة عناصر الظروف الجوية الصعبة. يضمن بناؤها القوي عمرا أطول للملجأ، مما يوفر ملاذا آمنا للعائلات التي رحلت من منازلها. مع تحسين العزل والتهوية، تحسنت الظروف المعيشية داخل هذه الملاجئ بشكل كبير.
2. الاستقرار والاندماج المجتمعي:
ولا توفر الملاجئ الانتقالية الحماية الجسدية فحسب، بل تعزز أيضا الشعور بالاستقرار. عندما يكون لدى العائلات مكان آمن يمكن اعتباره كمنزل، يمكنهم التركيز على إعادة بناء حياتهم. بالإضافة إلى ذلك، تشجع هذه الملاجئ الاندماج المجتمعي، مما يسمح للنازحين بالتواصل مع الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة.
3. الشعور بالأمان: وسط فوضى النزوح، يمثل هذا المأوى أكثر من مجرد سقف فوق رأس المرء. إنه يرمز إلى السلامة والحماية والأمل. من خلال توفير الشعور بالأمن الذي تشتد الحاجة إليه، تمكن الملاجئ الانتقالية الأفراد النازحين من مواجهة ظروفهم غير المعروفة بشكل أقوى.
4. فعالة من حيث التكلفة ومرنة: هذه الملاجئ هي حل عملي. فهي فعالة من حيث التكلفة لبنائها وصيانتها، مما يجعل الاستخدام للموارد المتاحة فعالا. تسمح مرونتها بالتكيف مع البيئات والمناخات المختلفة، مما يضمن ملاءمتها في كل مناطق اليمن المتنوعة.
5. الطريق إلى حلول الإسكان الدائمة:
في حين أن المساكن الانتقالية بمثابة استجابة فورية، فإنها تمهد الطريق أيضا لحلول سكنية أكثر ديمومة. ومع استمرار تحديات التمويل، تظل هذه الملاجئ جسرا نحو الاستقرار إلى أن تتحقق الخيارات طويلة الأجل.
تبدأ عملية التصميم بإشراك الأفراد النازحين المتضررين. وتساعد مداخلاتهم على تكييف استجابة المفوضية مع احتياجاتهم الخاصة والظروف المناخية في منطقتهم.
في اليمن، حيث توجد مجموعة متنوعة من المناخات، تم تنفيذ أنواع مختلفة من الملاجئ الانتقالية، بما في ذلك الطين/الأسمنت والخزف والملاجئ الخشبية.
• ملاجئ الطين/الأسمنت: تستخدم هذه الملاجئ الطين والتراب الطيني المتاحين محليا، مما يوفر عزلا ممتازا ضد الحرارة والبرودة. ملاجئ الطين مناسبة تماما للمناطق ذات المناخ الحار والجاف. وفي بعض الحالات، استخدمت كتل الأسمنت بدلا من الطين لتعزيز متانة الملاجئ.
• ملاجئ خزف: يتم بناء ملاجئ خزف باستخدام سعف النخيل المنسوج أو غيرها من المواد الطبيعية. إنها خفيفة الوزن وفعالة من حيث التكلفة ومناسبة للمناطق ذات درجات الحرارة المعتدلة.
المساكن الخشبية: الملاجئ الخشبية متينة ومتعددة الاستخدامات. يمكن تكييفها مع المناخات المختلفة وتوفير حماية أفضل ضد الرياح والأمطار.
ففي عام 2023، قامت المفوضية وشركاؤها ببناء وتوزيع 4,000 مأوى انتقالي لمساعدة 3,555 أسرة نازحة. حيث تم بناء الملاجئ بشكل أساسي باستخدام مواد من مصادر محلية، مما يضمن عزلا وتهوية جيدين. ونتيجة لذلك، تحسنت الظروف المعيشية للسكان النازحين تحسنا كبيرا.
على الرغم من التحديات التي يفرضها انخفاض التمويل في عام 2024، لا تزال المفوضية ملتزمة بتوفير حلول المأوى للسكان الضعفاء في اليمن. وتواصل المفوضية السعي للحصول على دعم بقيمة 7.6 مليون دولار أمريكي من الجهات المانحة والشركاء لتحقيق هدفها المتمثل في إنشاء أكثر من 5,000 وحدة مأوى انتقالية في عام 2024.